الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الهجران بين المسلمين لا يجوز فوق ثلاثة أيام إذا كان مقصوداً، وأما إذا حصل التفرق من غير قصد للهجران ولم يتيسر اللقاء بعد ذلك، فإن هذا لا يعد من الهجران المنهي عنه، ولا يلزم أحداً منهم البحث عن صاحبه إلا إذا كانت تربطه به رابطة رحم، فإن صلة الرحم واجبة، وأما غير الرحم فإن من حقه السلام عليه عند اللقاء، وأما البحث عنه فغير مكلف به.
وعلى المسلم أن يحرص على الألفة مع الناس والإحسان إليهم، وإحسان الظن بهم والعفو عن مسيئهم.
واعلم أن الحديث الذي ذكرت لم نطلع عليه إلا أنه قد ثبتت عدة أحاديث في النهي عن القطيعة وهجران المسلم أخاه، فراجع فيها وفي المزيد من أحكام الهجران، وبعض الأحوال التي يجوز فيها الفتاوى التالية أرقامها: 25074، 7119، 24125، 32914.
والله أعلم.