الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن فوات الصوم في رمضان بسبب الحيض أمر مكتوب على المرأة، فعليها التسليم لقضاء الله تعالى، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للحج، فلما جئنا سرف حضت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، فقال ما يبكيك؟ نفست؟ قلت: نعم، قال: فإن ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم.. إلخ. هذا، وإن شوقك أن تبلغي شهر رمضان، وحزنك على فوات بعض الطاعات فيه لهو علامة على الإيمان ودليل صدق محبة الله، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو المؤمن. رواه الترمذي وقال حسن صحيح. ولكن لتعلمي أن الحيض ليس سببا في هجر قراءة القرآن، فإن للحائض أن تقرأ القرآن من غير مباشرة للمصحف، بأن تستخدم حائلا ً من قفازات ونحوها، وكذلك لها أن تسمتع للقرآن من خلال الأشرطة، وانظري الفتوى رقم: 259. وللحائض أن تمس وتقرأ كتب التفسير وكذلك الكتب التي تشتمل على آيات قرآنية، وانظري الفتوى رقم: 2224. كما أنه يشرع للحائض أن تذكر الله مطلقاً، وأن تحافظ على الأذكار الموظفة وأذكار الصباح والمساء، وانظري الفتوى رقم: 14187. هذا، وطالعي طائفة من الأحكام التي تخص المرأة الحائض في الفتوى رقم: 25881.