الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا مانع أن تدعي الله أن يرزقك شخصا معينا إذا كنت تعلمين صلاحه وتدينه والله سبحانه قريب مجيب وهو القائل: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.
ثم اعلمي رحمنا الله وإياك أن الخير في ما اختاره الله عز وجل، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، فادعي ربك أن يختار لك ما فيه خير لك وصلاح في الدنيا والآخرة، وارضي بما قسم الله لك، فالله سبحانه هو البر الرحيم اللطيف بعباده الخبير بهم وبما يصلحهم وهو سبحانه أرحم بعبده وأمته من الوالدة بولدها.
فادعيه سبحانه أن يختار لك ما فيه خير، وأن يحصن فرجك عن الحرام وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يرزقك الزوج الصالح وإذا كان الله قد كتب لك وقدر لك الزواج من هذا الشخص فإنه سيكون من نصيبك سواء ذكرته في دعائك أو لم تذكريه.
وأما بشأن سؤالك الثاني فليس في هذه الطريقة مانع، فتخصيص جلسة لذكر الله واستغفاره مع الخشوع وحضور القلب والإقبال على الذكر والدعاء كل ذلك مطلوب، وهو من آداب الذكر والدعاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار، فكان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة، وكان يستغفر الله بعد كل صلاة، وروى أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. فنسأل الله لنا ولك الثبات، ونسأله سبحانه أن يرزقك زوجا صالحا وذرية طيبة إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.