الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أعداء الله من النصارى لما عجزوا عن تنصير المسلمين -أخذوا في تشكيكهم في دينهم ليخرجوهم عن الإسلام- قال الله تعالى: وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء {النساء:89}، وإن ما ورد في رسالتك منه ما هو كذب صراح، ومنه ما هو تحريف للنصوص ومنه ما هو شبهات لا تثبت عند التمحيص، ولكن لكثرتها، وضيق وقتنا وتوارد الأسئلة علينا نكتفي بالرد على شبهة واحدة كمثال لطريقتهم الخبيثة في تشكيك المسلمين في دينهم، فقد ذكروا قول النبي "ألا خمرته؟" في باب شرب النبيذ وتخمير الإناء من صحيح الإمام مسلم -وكأنه يبيح للمسلمين شرب الخمر- والحديث -كما في صحيح مسلم- عن أبي حميد الساعدي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع ليس مخمراً، فقال: ألا خمرته، ولو أن تعرض عليه عوداً؟ قال: أبو حميد: إنما أمر بالأسقية أن توكأ ليلاً، وبالأبواب أن تغلق ليلاً. انتهى.
قال النووي في شرح صحيح مسلم: قوله (ليس مخمراً) أي ليس مغطى، والتخمير: التغطية، ومنه: الخمر لتغطيتها على العقل، وخمار المرأة لتغطيته رأسها. انتهى.
ومن هذا المثال يتضح تلبيسهم ويظهر سوء طويتهم وخداعهم للسذج الذين لا يميزون بين الحق والباطل فيما نقلوه ونسبوه للنبي صلى الله عليه وسلم، هذا وننصحك بعدم الدخول على هذا الموقع ولا غيره من المواقع التي تشكك المسلم في دينه وفي صدق نبيه وعصمته.
وإن الشبهات التي يثيرونها اليوم قد أثارها المستشرقون وغيرهم من قديم، ولم تؤثر ولن تؤثر بإذن الله تعالى في الإسلام، ذلك ما يجب أن يعتقده كل مؤمن بالله تعالى مصدق بوعده حيث يقول: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ {التوبة:32}، وما مثل هؤلاء إلا كما يقول الشاعر:
كناطح صخرة يوماً ليوهنها * فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل.
وانظري طائفة من ردود العلماء على أباطيل هؤلاء وأمثالهم في موقع الأزهر على الإنترنت.
والله أعلم.