الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت هذا الحديث في الصحيحين بلفظ: إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
ومعنى يؤيد: ينصر، والرجل الفاجر يشمل من كان كافرا ومن كان فاسقاً، ولا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم: إنا لا نستعين بمشرك لأنه محمول على من كان يظهر الكفر، أو هو منسوخ بما ثبت من الاستعانة بصفوان بن أمية في حنين، كذا قال ابن حجر في الفتح، وتابعه المناوي في الفيض.
وسبب وروده يوضح معناه، فإنه ورد في قصة الرجل الذي قاتل، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنه من أهل النار، وظهر بعد ذلك أنه قتل نفسه.
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام: هذا من أهل النار، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً، فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله، الذي قلت إنه من أهل النار، فإنه قد قاتل اليوم قتالاً شديداً، وقد مات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إلى النار. قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب! فبينما هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت، ولكن به جراحاً شديداً، فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى بالناس إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر.
والله أعلم.