الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تحمد الله حمدا كثيرا أن وفقك للتوبة من هذا الذنب العظيم، فإن اللواط من أقبح الجرائم وأشنعها وأقذرها. وقد أنكر الله تعالى على قوم لوط ما كانوا يمارسونه منه. قال جل من قائل حكاية عن لوط عليه الصلاة والسلام: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ {الأعراف: 80}.
واعلم أن التوبة تكفر الذنب كيف كانت درجته. روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا ابن آدم: لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي. الحديث.
ثم إن الزنا الذي يوجب الحد إنما هو إيلاج الحشفة أو قدرها في فرج محرم لعينه مشتهى طبعا بلا شبهة، وعرفه بعض العلماء بقوله: وطء مكلف مسلم فرج آدمي لا ملك له فيه بلا شبهة تعمدا.
وعليه، فإذا لم تكن الحشفة منك قد غابت بالفعل فلا حد عليك، وعلى كل حال، فالحد إنما يجب إذا ثبتت الفاحشة بشهادة أربعة عدول أو بإقرار الشخص على نفسه، والواجب على المرء في مثل حالتك هذه أن يستر على نفسه ويتوب من فعلته. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ابتلي بشيء من هذه القاذورات فليستتر بستر الله جل وعلا. رواه الحاكم والبيهقي.
والله أعلم.