الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى المسلم أن يحذر من البدع والمحدثات في الدين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه، وقد عرف الإمام الشاطبي البدعة بأنها: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. ومن الضوابط التي وضعها العلماء للبدعة أن كل عبادة لم يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم مع وجود المتقضي لها وعدم المانع منها فهي بدعة.
أما الدعاء بعد ختم القرآن أو جمع الناس له، فمستحب، لما رواه الدرامي عن ثابت البناني أنه قال: كان أنس إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا بهم. ولما رواه أحمد والطبراني في الكبير عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن فيسألون به الناس.
فيستحب لمن ختم القرآن أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة للأدلة السابقة، وراجع الفتوى رقم: 11726.
أما سؤال الإمام عن رؤيا الآخرين فهو من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين عن سمرة بن جندب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال: هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا.
قال الإمام النووي في شرح مسلم: وفيه استحباب السؤال عن الرؤيا والمبادرة إلى تأويلها وتعجيلها أول النهار لهذا الحديث، ولأن الذهن جمع قبل أن يتشعب بإشغاله في معايش الدنيا، ولأن عهد الرائي قريب لم يطرأ عليه ما يشوش الرؤيا عليه، ولأنه قد يكون فيها ما يستحب تعجيله كالحث على خير أو التحذير من معصية ونحو ذلك، وفيه إباحة الكلام وتفسير الرؤيا ونحوهما بعد صلاة الصبح. انتهى، وللتعرف على حكم تعبير الرؤيا راجع الفتوى رقم: 38258.
وأما الاجتماع على الذكر المشروع، فجائز إن لم يجتمعوا في أوقات معينة ويتخذوا ذلك عادة، أو اجتمعوا على الذكر بصوت واحد، وقد سبق تفصيل هذه المسألة في الفتوى رقم: 8381، والفتوى رقم: 55065.
والله أعلم.