الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإنه لاشك أن وجود الأبوين فيه خير كثير حيث يستفيد الولد من حضانتهما وتربيتهما وبرهما. ولكن الله تعالى قد يبتلي الولد بفقدهما أو فقد أحدهما، ويعوضه خيرا منهما ، فهو سبحانه عدل رحيم حكيم في تدبيره. فقد توفي أبوا النبي صلى الله عليه وسلم عنه في حال صغره، وتولى الله رعايته ورفع قدره. وكم من يتيم فقد أباه وصار عالما رفيع الشأن، ومن هؤلاء الإمام الشافعي والإمام أحمد وسفيان وغيرهم. ثم إن ما يفقده الولد من أجر بر الأبوين قد يعوضه بالاستغفار لهما والتصدق عنهما بعد وفاتهما وصلة أرحامهما وبر أصدقائهما. وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 7893 ، 52897 . والله أعلم.