الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا تشغل نفسك بمثل هذه السفسطات والتفاهات، ويكفي في الرد عليها سقوطها وانحطاطها عند من لديه أدنى نظر، مع أنه قد قيض لكل سفطة منها قديماً وحديثاً من رد عليها.
فقولهم إن الآيتين الكريمتين مأخوذتان من شعر امرئ القيس بن حجر ظاهر السقوط، لأمور، منها:
أن هاتين الآيتين لا تتفقان أصلاً مع موازين الشعر العربي، حتى يقال إنهما من الشعر، مما يدلك على جهل واضعي هذه الشبهة إن صح تسميتها شبهة.
ومنها: أن السورة مكية، وقد تلاها النبي -صلى الله عليه وسلم- على مشركي قريش وهم في ذلك الوقت من أشد الناس عداوة للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وأحرص الناس على العثور على ما يشكك في صدق ما يقوله من أن القرآن كلام الله -تعالى- منزل من عنده، ليس من كلام البشر، وهم نقلة الشعر ورواته، ومع ذلك لم يدَّعوا هذا الادعاء، ولا قريباً منه، بل أقروا وأقر غيرهم من فصحاء العرب وبلغائهم أن القرآن الكريم ليس من وضع البشر، ولا من تأليفهم، بل أقروا بالعجز عن الإتيان بسورة من مثله، مع تحدي القرآن لهم دائماً، إلى غير ذلك من الردود الواضحة.
والله أعلم.