الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن السنة أن يستخير المسلم لنفسه ولا تنفع الاستخارة من غيره، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه أن يستخيروا إذا أراد أحدهم أمرا، ففي صحيح البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: إذاهم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعيشتي وعاقبة وأمري.. فيسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعيشتي وعاقبة أمري.. فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به. قال: ويسمي حاجته. فهذه طريقة الاستخارة في السنة وكيفيتها.
وأما طلب تعبير الرؤيا فينبغي أن يكون من شخص مباشر عنده علم وملكة في التعبير فلا يغني أحدهما عن الآخر، لأن تعبير الرؤيا الواحدة يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة. .. ولهذا منع أهل العلم الجاهل الذي ليست له ملكة التعبير أن يعبر الرؤيا ولو تعلم من الكتب أن هذه الرؤيا معناها كذا. قال محمد مولود الشنقيطي في كتابه محارم اللسان:
عَبْرُ الرؤى جاهلها لو بالكتب *إثم، وإثم افتخار بالنسب.
وعلى ذلك فلا ينبغي استفسار المواقع المذكورة وسؤالها عن الرؤى.. ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 54415.