الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيتحقق الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين، ولا يلزم الإشهاد على ذلك، بل يكتفى بالنطق.
ولقد علق رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول الجنة على النطق بالشهادتين، ولم يشترط الإشهاد على ذلك، فقال: من قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء. رواه مسلم. وكذلك في القرآن ما يدل على ثبوت عقد الإسلام لمن استسر بإسلامه ولم يشهد عليه، ومن ذلك قوله تعالى: وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ {الفتح: 25}.
هذا ويجب فهم معنى الشهادتين. ومعنى أشهد: أي أعتقد اعتقادا جازما خال من أي شك. ومعنى لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله. ومعنى محمد رسول الله: لا متبوع بحق إلا محمد صلى الله عليه وسلم فهو الواسطة الوحيدة بين الله وخلقه، ولا تعرف شريعة الله إلا عن طريقه، وأن أي خروج عن هديه ابتداع في الدين وإحداث مردود على صاحبه.
واعلم أن النطق بالشهادتين يقتضي الانقياد لحكم الله والتزام شرعه والوقوف عند حدوده. وانظر شروط الانتفاع بـ "لا إله إلا الله" في الفتوى رقم: 5398.
والله أعلم.