الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فوجوب زكاة الراتب وغيره من الأموال النقدية لها شرطان: 1ـ بلوغ النصاب 2ـ حولان الحول الهجري على هذا المال. ولزكاته طريقتان. الأولى: وهي أيسرهما، وأنفعهما للفقراء أن ينظر الإنسان إلى ما تحصل في يده من هذا الراتب بعد مضى الحول فيزكيه. فمن أخذ راتبه الأول في شهر رمضان مثلاً ووفر منه مايبلغ النصاب، فإذا جاء رمضان الذي بعده نظر إلى ما ادخره من المال خلال السنة كلها فزكاه، من غير تفريق بين ما حال حوله وبين غيره. والثانية: أن يجعل لكل ما ادخره من كل شهر حولا مستقلا، وحسابا خاصا، ولا يخفى عسر هذه الطريقة. وعليه فزكاة الراتب المذكور عند استلامه يعتبر من باب تعجيل الزكاة قبل مرور الحول، وذلك جائز على الراجح ما دام المال بالغاً نصاباً.