الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن المرأة محلها بيتها، لأن ذلك أصون لعفتها وكرامتها وأبعد لها عن التعرض لأسباب الفتنة، ولهذا جاء الأمر بذلك في قوله سبحانه وتعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: 33}.
قال القرطبي في تفسيره: معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة. اهـ
وروى الطبراني وأبو يعلى عن أنس قال: أتت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلن: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك به عمل الجهاد في سبيل الله، قال: مهنة إحداكن في بيتها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله.
وعلى هذا، فعليك أن تبذلي جهدك في إقناع زوجك بالبقاء في البيت للتفرغ لرعاية الأبناء وتربيتهم والقيام بشؤون البيت، وليكن ذلك بأسلوب مؤدب ولين، ولو وسطت في ذلك من ترينه مؤثراً عليه من الأهل والأقارب فلا بأس، فإن اقتنع فبها، وإن أصر على موقفه نظرت، فإن كان ذلك لا يؤثر على صحتك ولا تربية أبنائك وكان في هذا التحضير سلامة من الوقوع في محرم فالأولى بك موافقته، ولا تجب عليك طاعته في هذا الأمر.أما إن كان فيه معصية كاختلاط محرم أو يؤدي إلى ضياع الأبناء أو نحو ذلك من المفاسد فلا يجب عليك طاعته في ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. رواه البخاري.
أما حكم طلب المرأة للعلم، فتراجع فيه الفتوى رقم: 18934.
والله أعلم.