الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التوبة إلى الله تعالى أسهل وأيسر مما يتصور، فما على العبد إلا أن يبادر إليها قبل فوات الأوان.
فإن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويسبط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها. كما في الحديث الذي رواه مسلم.
والله عز وجل يحب التوابين من عباده، كما قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {البقرة:222}.
ومن فضل الله تعالى وكرمه أن العبد إذا تقرب إليه بالتوبة والذكر والطاعة وأعمال الخير يتقرب إليه سبحانه وتعالى بالمغفرة والثواب.
ففي الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة.
وعلى هذا، فما على العبد إلا أن يبادر بالتوبة النصوح، فإذا تاب وحسن عمله فليبشر بالذي يسره، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، بل أكثر من ذلك فسوف يبدل الله تعالى سيئاته حسنات، كما قال تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 70}. وليحذر المسلم من التسويف وتأخير التوبة، فإن ذلك من وساوس الشيطان وعلامات الحرمان وطمس البصيرة.
وليعلم أن المبادرة إلى التوبة واجبة، كما قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31){النور 31}. والحاصل أن التوبة سهلة ويسيرة على من يسرها الله تعالى عليه وصدقت نيته.
وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى: 5450، 18059، 21212.
كما نرحب بمواصلتك ومراسلتك ونطمئنك بأنها موضع اهتمام منا واحترام.
والله أعلم.