الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المدة التي قضاها النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد قيام الدولة المسلمة على يده صلى الله عليه وسلم ـ كانت حافلة بالغزوات والبعوث والسرايا.. ففي تلك السنوات العشر دخل صلى الله عليه وسلم عدة معارك اختلف أهل السير في عددها، وكان النصر حليفه فيها أو في جلها على أقل تقدير، ولايمكن أن نقول إنه خسر معركة منها خسارة تامة بمعنى الهزيمة وإن كان في بعضها وقع تراجع وفرار من بعض الجيش وخسائر كبيرة في الصفوف كما حدث في أحد. ولكن لا يجوز أن يقال عنه صلى الله عليه وسلم إنه هزم أو هزمت جيوشه فهذا كذب عليه وتنقيص من قدره صلى الله عليه وسلم، وقد نص أهل العلم على كفر من قال ذلك وأنه يقتل وهل يستتاب أولا. قال العلامة خليل المالكي في المختصر: واستتيب في هزم أو أعلن بتكذيبه. والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعدة معارك أشهرها بدر، وأحد، والخندق، وبني قريظة، وبني المصطلق وتسمى المريسع، وبني النضير، وخيبر، وفتح مكة، وموقعة حنين، والطائف. قال صاحب قرة الأبصار :
لقد غزى عشرين بعد خمس فيها، وفي سبع بغير لبس
قاتل بدر أحد والخندق بني قريظة بني المصطلق
وغزوة الطائف مع حنين وضعفها البعوث دون مين
وقيل في النضيرمع وادالقرى قاتل والغابة أيضا ذكرا .
وللمزيد نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 4463.
والله أعلم.