الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إقامة حفلات الموالد من البدع المحدثة المذمومة سواء أقيمت لأولياء الله الصالحين أو غيرهم، فلا يشرع إقامتها لأحد كما لا يجوز المشاركة فيها، وتراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 17832، 6064، 12493، 34964.
أما الشفاء فهو من عند الله وقد شرع الله له أسباباً، أما التعلق بغير الله في طلب الشفاء أو غيره مما لا يقدر عليه إلا الله فمن الشرك، قال الله تعالى: قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً* أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا {الإسراء:56-57}.
واعلم أن ما روي في ذلك من حكايات ومنامات فهوإما كذب أو من الشيطان ليضلل به الجهال، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمستغيث بالمخلوقات قد يقضي الشيطان حاجته أو بعضها، وقد يتمثل له في صورة الذي استغاث به فيظن أن ذلك كرامة لمن استغاث به؛ وإنما هو شيطان دخله وأغواه لما أشرك بالله.
وقال في موضع آخر: وإن كان ذلك مما يفعله كثير من الناس ممن له عبادة وزهد ويذكرون فيه حكايات ومنامات فهذا كله من الشيطان. انتهى، وراجع الفتوى: 57259.
والله أعلم.