الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي لك الإعراض عما تشعرين به من وسوسة، فإن الإعراض عن الاسترسال في الوساوس له دور مهم في السلامة منها.
ووجود رائحة البول في ملابسك لا يترتب عليه وجوب غسلها، ولا بطلان الوضوء ما لم تتحققي من وجود البول حقيقة، بدليل ما ثبت في الصحيحين واللفظ لمسلم: شكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة، قال: لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا.
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها. انتهى.
ولا يلزمك الاستنجاء ولا نضح الملابس بمجرد وجود رائحة البول فقط من غير تحقق وجوده، لكن إذا خشيت بعد البول حصول وسوسة فالمستحب نضح الماء على الفرج والسراويل قطعا لتلك الوسوسة.
وكلام أهل العلم هنا موجود في الفتوى التي اطلعت عليها، ومن كثر منه الشك حتى صار كالوسواس لا يلتفت إليه ولا يلزمه سجود سهو، هذا هو الراجح من كلام أهل العلم كما ذكرنا في الفتوى رقم: 58257 إجابة على سؤال سابق.
واله أعلم.