الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن ييسر لنا ولك سبيل الهدى والقرب منه سبحانه وأن يهدي والديك للحق، وأن يشرح صدروهما لعدم منعك من حضور مجالس العلم والذكر، ثم نقول إن كان العلم الذي تريدين حضوره في هذه المجالس ضروريا ومتعينا عليك كتعلم أحكام الطهارة والصلاة والعبادات وغيرها من الأحكام التي لا يسع المسلم جهلها، ولم تتمكني من الحصول عليه وتعلمه بوسيلة أخرى في البيت فيجب عليك حينئذ الخروج ويكون حضور هذه الدروس واجبا شرعياً ليس لوالديك منعك منه، فإن منعاك منه فلا طاعة لهما، فإن لم تستطيعي الخروج دون إذنهما فلك استعمال المعاريض في ذلك، ففي التورية والمعاريض مندوحة عن الكذب، وتقدم في الفتوى رقم: 29059. فيمكنك أن تخبريهم بأنك تأخرت لعمل زائد وتعنين به الدرس أو غير ذلك من أنواع التورية دون الكذب. وهذا العلم مقدم على العمل الذي تعملين فيه فينبغي لك الحرص على تعلم أحكام دينك وما يقربك من الله وتكون به عبادتك صحيحة ولو تطلب ذلك تركك للعمل بالكلية، لكن لايجوز لك الخروج منه لحضور هذه المجالس إلا بإذن أصحاب العمل، وعليك نصح والديك بالصلاة وتذكيرهما بأهميتها، وخطورة تركها ويمكنك إطلاعهم على هاتين الفتويين: 1145 ، 6061.
والله أعلم.