الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت كل الإحسان عندما غضبت لله وأنكرت ذلك المنكر الذي ما استشرى في الأمة إلا بسبب غياب المنكرين الصادعين بالحق والصابرين على ما يلقونه في سبيل ذلك. فقد قال تعالى: وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ {العصر:1ـ3}. وقال أيضا: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ..{آل عمران: 110}. وقال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن، وحسنه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم. وليتك عند انتهارك لهما ذكرتهما بالله وبأليم عقابه وبأنه يراهما ولا يغفل عنهما، وأنهما إن ماتا وقت تلك المعصية فماذا سيقولان لله؟!. هذا، ولقد أخطأت عندما كسرت نظارة ذلك الشخص الطبية، فلا يجوز أن يشتمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إتلاف أموال الناس بغير حق شرعي ، وعلى هذا، فالواجب عليك ضمان قيمة النظارة الطبية أو إصلاحها. فإن كنت تعرف ذلك الشخص فأوصل له تلك القيمة، وإن لم تكن تعرفه وعجزت عن الوصول إليه فتصدق بهذه القيمة عنه. وننصحك أن تكون رفقتك من الشباب الصالحين المهتدين المستقيمين على أمر الله الذين يغارون على دينه سبحانه، أما أولئك الذين يروا محارم الله تنتهك فلا يحركون ساكناً ولا يغضبون لله ـ فلا خير في صحبتهم، بل قد يقتلون فيك غيرتك المحمودة. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 43762.