الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث الذي أشار إليه السائل قد ذكره النووي في كتاب الأذكار في الذكر الوارد قبل الطعام وإن كان فيه ضعف. وفي فيض القدير للمناوي على الجامع الصغير عند حديث: إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللهم بارك لنا فيه وأبدلنا خيرا منه، وإذا شرب لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه وزدنا، منه، فإنه ليس شيء يجزئ عن الطعام والشراب إلا اللبن. والحديث رواه الإمام أحمد والترمذي وأبو داود. قال المناوي: إذا أكل أي إذا أراد أن يأكل، ويحتمل جعله على ظاهره. انتهى. ويعني بقوله جعله على ظاهره: أي إذا فرغ من الأكل، ويكون الذكر حينئذ بعد الأكل. ويؤيد هذا الاحتمال ما ذكره ابن عبد البر في الاستذكار قال: والدعاء كثير لا يحصى، وخيره ما كان الداعي فيه بنية ويقين بالإجابة، ويكفي من ذلك قوله في أول الطعام بسم الله الرحمن الرحيم، وفي آخره الحمد لله رب العالمين اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار. انتهى.