الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكلام ابن القيم في المنار المنيف ليس فيه تناقض في التصحيح والتضعيف لمن تأمله، فإنه ـ رحمه الله ـ ضعف أحاديث الأبدال والأقطاب والأوتاد عموما. وأما تصحيحه لحديث أم سلمة فلا يتعارض مع ذلك لأنه ليس في محل النزاع أصلاً، فلم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه صفتهم ولا عددهم وإنما ذكر لفظة مجملة (أبدال الشام) ولم يبين صلى الله عليه وسلم المقصود منها. والظاهر أن معناها أهل العلم لأنهم أبدال الأنبياء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: أما أهل العلم فكانوا يقولون هم ـ يعني العلماء ـ الأبدال لأنهم أبدال الأنبياء وقائمون مقامهم حقيقة، ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة، كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه، هذا في العلم والمقال، وهذا في العبادة والحال، وهذا في الأمرين جميعاً. اهـ. بتصريف يسير. وعلى هذا التوجيه لا يتعارض كلام ابن القيم مع كلام شيخ الإسلام.
وننبه السائل إلى أن حديث أم سلمة ضعيف لأن مداره على مجهول يرويه عنه أبو الخليل الضبعي، وقد ضعفه الألباني في الجامع.
والله أعلم.