الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالجملة المذكورة ليس فيها ما يمنع شرعاً -حسبما فهمنا- فمنعى (شورك) ما رأيك، أي أن المتكلم يطلب من المخاطب رأيه في موضوع ما.. وذلك برد الأمر إليه، (وهداية الله) يقصد بها أن الأمر في النهاية إلى الله تعالى وهو الذي يهدي إلى الصواب أو الطريق المستقيم.
فإن كان الأمر بهذا المعنى فهذه جملة صحيحة المعنى لموافقتها لعقيدة المسلم وشريعته. ومن المعلوم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم استشارته لأصحابه كما ورد الأمر له بذلك في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ {آل عمران:159}، ومن صفات المؤمنين التشاور كما في قوله تعالى: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ {الشورى:38}, وفي معاجم الطبراني بسند ضعيف عن أنس رضي الله عنه مرفوعاً: .... ولا ندم من استشار. والله سبحانه وتعالى هو المقدر وهو الهادي، كما قال الله تعالى: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى {الأعلى:3}، وإن كان على غير ما ذكر فنرجو من السائل الكريم تبيينه.
والله أعلم.