الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الإيمان بالقدر خيره وشره ركن من أركان الإيمان، لا يتم إيمان العبد إلا باستيفائه. قال صلى الله عليه وسلم كما في حديث جبريل المشهور الذي رواه عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وفيه قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت...
ومن الأدلة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر من القرآن قوله تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {القمر: 49}، وقوله: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا {الأحزاب: 38} وقوله: فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ {المرسلات: 23} ومن أدلة السنة على وجوب الإيمان بالقضاء والقدر حديث جبريل الآنف الذكر، وقوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله، وحتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه. رواه الترمذي وصححه الألباني.
هذا، وإن مراتب الإيمان بالقدر أربع، وهي إجمالا:
الأولى: العلم: أي أن الله علم ما الخلق عاملون بعلمه القديم.
الثانية:الكتابة: أي أن الله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ
الثالثة : المشيئة: أي أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأن ليس في السموات والأرض من حركة ولا سكون إلا بمشيئته سبحانه، ولا يكون في ملكه إلا ما يريد.
الرابعة: الخلق والتكوين، أي أن الله خالق كل شيء، ومن ذلك أفعال العباد، كما دلت على ذلك النصوص.
وللوقوف على أدلة كل مرتبة من هذه المراتب راجع كتاب القضاء والقدر في ضوء الكتاب والسنة للدكتور عبد الرحمن المحمود، أو باب القدر في كتب العقيدة الشاملة، مثل معارج القبول للشيخ حافظ حكمي، أو الإيمان للدكتور محمد نعيم ياسين
والله أعلم.