الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد نسب بعض العلماء السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي إلى المذهب الأشعري في الاعتقاد، ولكن ينبغي التنبه إلى أنه ليس كل من قال بقول الأشاعرة يكون معادياً لمعتقد السلف الصالح من القرون المفضلة الذي كان عليه المسلمون من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يخلق الله الإمام الأشعري.
فإن بعض من اعتقد العقيدة الأشعرية كان مقلداً لمن علمه وأدبه، أو قصَّر في الاجتهاد، أو كان أسيراً للثقافة المنتشرة في عصره أو بلدته.
هذا، وليعلم أنه لم يقل أحد بنسبة السلطان صلاح الدين الأيوبي إلى عقيدة الأحباش الباطلة الضالة، فلقد تأخر ظهور هذه الفرقة المنحرفة عن زمن صلاح الدين الأيوبي، فلم تظهر إلا في القرن الماضي، ولم يمر عليها مائة عام. ولقد تصدى لفرقة الأحباش عدد من علماء أهل السنة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره، وأفتى الشيخ عبد العزيز بن باز بقوله: إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم، وإنكار عقيدتهم الباطلة، وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون. انتهى.
ولبيان ما عند الأحباش من الشركيات، واعتقاد باطل في القرآن، وإرجاء في الإيمان، وتجهم في صفات الله ، وسب للصحابة: راجع ما كتبه عنهم الشيخ عبد الرحمن دمشقية في كتابه (الحبشي عقائده وشذوذه)، وانظر الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 514، 14817، 18926.
والله أعلم.