الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الشريك الثالث يفعل ما ذكرت، فعليك وعلى شريكك أن تمنعاه من ذلك وتطلبا منه أن يتحمل تلك المصروفات الوهمية، وذكراه بالحديث القدسي الذي رواه أبو داود والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول: أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما. قال الشوكاني: المراد أن الله جل جلاله يضع البركة للشريكين في مالهما مع عدم الخيانة ويمدهما بالرعاية والمعونة ويتولى الحفظ لمالهما. اهـ.
فإن أبى ولم يمكنكما استخلاص حقكما منه عن طريق القضاء ففي استقطاعكما للمبالغ المذكورة دون علمه خلاف بين العلماء، وهذه المسألة تعرف في الفقه بمسألة الظفر، وقد فصلنا الكلام فيها مع بيان الراجح في الفتوى رقم: 28871.
والله أعلم.