الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإننا لم نفهم مراد السائل على وجه التحديد، ولكن نقول: إن الإسلام يدعو الناس لما يجلب لهم ويحقق لهم جميع الطموحات والمبتغيات في الدنيا والآخرة، ومن ضمن ذلك الأمن والسلام، فهو يحقق للمؤمنين الأمان في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ {الأنعام: 82}. وقال تعالى: أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {يونس: 62-63}
وقد شرع للعباد في حياتهم اليومية كثيرا من العبادات والأذكار والأدعية توفر لهم الأمن، وأما من لم يؤمن بالله تعالى ولم يدخل في دين الإسلام فإن الإسلام يوفر له الأمن والمسالمة إذا قبل الخضوع لدولة الإسلام أو سالمها، ومن درس تاريخ المسلمين في عهد الخلافة الراشدة وما بعدها فسيجد أن دولة الإسلام كانت توفر الأمن للذميين والمعاهدين والمسالمين حتى إنه روي أن بعض الذميين حاكم عليا رضي الله عنه في خلافته إلى القاضي في درع، وحكم القاضي على علي فكان ذلك سببا لتأثر الذمي وإسلامه، والقصة مبسوطة في سنن البيهقي وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي والكامل في التاريخ لابن الأثير، وحلية الأولياء وتاريخ دمشق.
وأما من حارب فإن من وسطية الإسلام معاملته بالمثل ورد ظلم الظالم وعدوانه، وراجع الفتاوى التالية أرقامها للمزيد في الموضوع: 31768، 14614، 38814، 57129، 39136، 1672.
والله أعلم.