الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أبا سفيان رضي الله عنه صحابي من أجلاء الصحابة، وقد أسلم عام الفتح وجاهد مع المجاهدين، وأصيبت عيناه في سبيل الله، أصيبت إحداهما في الطائف، وأصيبت الأخرى في اليرموك، كما قال ابن حجر في الإصابة. فهو يستحق علينا أن نترضى عليه ونجله لصحبته وجهاده في سبيل الله، كما يستحق ذلك جميع الصحابة، ومن نظر كتب السلف فإنه يجدها مليئة بالترضي عليه عند ذكره. فقد قال البخاري في الصحيح: قال ابن عباس: حدثني أبو سفيان رضي الله عنه. وكذا يوجد الترضي عليه عند ذكره في مسند الشافعي، ومسند أبي عوانة، ومنتقى ابن الجارود، وغيرهم كرياض الصالحين للنووي، والترغيب والترهيب للمنذري، وفضائل الأعمال للمقدسي، والمقاصد الحسنة للسخاوي. ولا يطعن في هذا الصحابي الجليل ولا يتحاشى الترضي عليه إلا من في قلبه مرض وفتنة أشربها، نسأل الله تعالى العافية، فبحبه وحب سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدان لله تعالى ويتقرب إليه.
والله أعلم.