الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس بفاشل من وضع لحياته هدفا، ثم سعى في تحقيقه، وأنت جعلت رضا الله عنك ورضا والديك من أهداف حياتك، ولكي تصل إلى رضوان الله عليك بالاستقامة على دينه بفعل ما أوجبه الله تعالى عليك والانتهاء عما حرمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اتق المحارم تكن أعبد الناس. رواه الترمذي. وقال الله تعالى كما في الحديث القدسي: ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليه بالنوافل حتى أحبه... رواه البخاري.
وهنالك أسباب للاستقامة منها: طلب العلم النافع، فالتحق بحلقات العلم في المساجد، وداوم على شهود الخير، وأكثر من استماع الأشرطة الدينية فإن فيها خيرا كثيرا.
ومنها أيضا: أن يكون لك ورد ثابت من القرآن يوميا تقرؤه بتدبر وحضور قلب.
ومنها: أن تحافظ على ذكر الله مطلقا وخاصة الأذكار الموظفة التي تقال في الصباح والمساء وعند النوم ونحو ذلك، وتجدها وغيرها في كتاب" حصن المسلم" للقحطاني.
وإن من أهم أسباب الاستقامة أن يكون لك صحبة من الشباب الصالحين المتوضئين ففتش عنهم وانخرط في سلكهم واعبد الله معهم، فإنك إن غفلت ذكروك، وإن ذكرت الخير أعانوك على أدائه. واعلم أن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، ثم عليك بدعاء الله وسؤاله الخير، والتمس أوقات الإجابة مثل ثلث الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وأثناء السجود، وعند الفطر إذا كنت صائما ونحو ذلك. وانظر الفتوى رقم: 1208.
هذا، ولكي يرضى عنك والداك عليك ببرهما وطاعتهما في المعروف، والإحسان إليهما، والتأدب عند الحديث معهما، والدعاء لهما ونحو ذلك.
واعلم أن عدم الحصول على عمل أو وظيفة ليس دليلا على الفشل، فهذا أمر بتقدير الله، واسأل الله كثيرا أن يوسع رزقك وأن يغنيك من الناس، واعلم أنك إن اتقيت الله بارك الله في رزقك وإن كان قليلا.
والله أعلم.