الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قال الواحدي عند تفسيره لهذه الآية: مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا {الكهف: 51}
"ما أشهدتهم" ما أحضرتهم يعني: إبليس وذريته. "خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم" أخبر عن كمال قدرته واستغنائه عن الأنصار والأعوان فيما خلق "وما كنت متخذ المضلين عضدا" أنصارا وأعوانا لاستغنائي بقدرتي عن الأنصار.
وقال القرطبي: الضمير في "أشهدتهم" قيل يرجع إلى المشركين وإلى الناس بالجملة، فتتضمن الآية الرد على طوائف من المنجمين وأهل الطبائع والمتحكمين من الأطباء وسواهم من كل من ينخرط في هذه الأشياء.. قال ابن عطية: ولا مانع من أن يكون المقصود إبليس وذريته ولكون الآية ردا على الطوائف المذكورة وعلى الكهان والعرب المعظمين للجن حين يقولون أعوذ بعزيز هذا الوادي، إذ الجميع من هذه الفرق متعلقون بإبليس وذريته وهم أضلوا الجميع فهم المراد الأول بالمضلين، وتندرج هذه الطوائف في معناهم.
وحول هذه المعاني دار أغلب المفسرين كالطبري وابن كثير والشوكاني وغيرهم.
والله أعلم.