الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا حرج عليك إن شاء الله تعالى في إتمام هذه الرسالة ولو انتفع بها هؤلاء؛ لأن موضوع الرسالة موضوع عام، فلا ينبغي استعمالها في الشر ولا في جهة تحارب المسلمين، وما كان من هذا القبيل فلا نرى مانعا من أن يفعله المسلم، وقد أجاز الشرع البيع والشراء من الكفار حتى المحاربين منهم مع ما في التجارة معهم من تقوية لهم، واستثنى من ذلك بيع السلاح وما في معناه للمحاربين منهم.
هذا، وليس من المولاة للكفار معاملتهم فيما يجوز من المعاملات المختلفة بيعاً وشراء وإجارة وتعلماً ونحو ذلك، مع اعتقاد قلب المسلم بغض الكفر وأهله، وما زال المسلمون من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا يتعاملون مع الكفار بدون نكير.
والله أعلم.