الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه من كان عنده أكثر من مصحف، فلا حرج أن يقرأ منها جميعاً، أو يكتفي بمصحف واحد، ولا نعلم دليلاً صحيحاً يعدّ من اكتفى بمصحف واحد هاجراً للمصاحف الأخرى، أو يوجب العقوبة على من هجرها، ولا ينبغي الاحتجاج بما ذكره القرطبي في تفسيره عن أنس: قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تعلّم القرآن وعلّق مصحفه لم يتعاهده ولم ينظر فيه، جاء يوم القيامة متعلقاً به يقول: يا رب العالمين إن عبدك هذا اتخذني مهجوراً فاقض بيني وبينه. قال القرطبي: ذكره الثعلبي. وإنما قلنا لا ينبغي الاحتجاج بهذا لأنه لم يبين من خرجه، ولم نعثر عليه من وجه صحيح.
والله أعلم.