الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول لك: أحبك الله الذي أحببتنا فيه.
واعلم أنه ليس من المتصور أن يطرح أهل العلم القدامى قضايا لا يمكن تصورها في العصر الذي هم فيه، كالتلقيح الصناعي وتحديد الجنس، وغيرها من القضايا التي حظيت بالبحث عند المتأخرين من أهل العلم.
والذي كنا قد ذكرناه في الفتوى التي أشرت إلى رقمها هو أنه قد وجد في كتب الأقدمين الحديث عن مسائل مفترضة، وقد وقعت في زماننا، فاستفاد المعاصرون من فقههم فيها، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي... إلى غير ذلك، لا أن الأقدمين قد طرحوا هذه المسائل بعينها.
ومعنى ذلك أن بعض الأقدمين قد افترضوا مسائل يمكن حصولها في عصرهم، ونظروا فيها بحسب مقاصد الشريعة المعروفة، واستخلصوا من ذلك حلولاً لتلك المسائل لو وجدت، وهذه الحلول التي توصل إليها الأقدمون قد استفاد منها المتأخرون في مسائل أخرى حدثت في العصر الحاضر، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي...
وأما موضوع نقل الأعضاء، فقد وجد الكلام عنه في كتب الأقدمين، ففي حاشيتي الشرواني وابن القاسم العبادي على تحفة المحتاج قال: ولفظ نص المختصر: ولا يصل إلى ما انكسر من عظمه إلا بعظم ما يؤكل لحمه ذكياً، ويؤخذ منه أنه لا يجوز الجبر بعظم الآدمي مطلقاً...
وقال في موضع آخر: ... يفهم أنه لو لم يجد إلا عظم آدمي وصل به، وهو ظاهر وينبغي تقديم عظم الكافر على غيره، وأن العالم وغيره سواء، وأن ذك في غير النبي....
والله أعلم.