الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التفريط في جنب الله تعالى والغفلة والتهاون في ارتكاب المعاصي والانغماس فيها والتقليل من شأن مخالفة أوامره من أعظم أسباب الضيق والمصائب والهموم، قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ {الشورى: 30}. وقال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا {طه: 124}.
فمن أطلق لنفسه العنان في المعاصي وأتبعها هواها فلا يلومن إلا نفسه إن ضيق الله عليه، وسد أبواب الرزق.
ثم اعلم أخي أنا لم نعرف حقيقة هذا الزواج وكيف تم، وهل كان بعد الاستبراء أو لا، وعلى كل حال فإذا كانت هذه المرأة قد تابت وحسن حالها، وكنت تزوجتها زواجاً شرعياً بولي وشهود فلا مانع من الاستمرار معها، وليكن خوفك من الذنوب والوعيد المترتب عليها أعظم وأعمق في قلبك من الخوف من فوات ما لم يكن من نصيبك من الرزق، وأما بشأن البنت التي سبقت الزواج فتراجع فيه الفتوى رقم: 28544، وتراجع الفتوى رقم: 11427 لحكم الزواج بالزانية قبل استبرائها.
وأما كبائر الذنوب كالزنا والربا فلا يكفرها إلا التوبة، كما في الفتوى رقم: 3000، والفتوى رقم: 51688.
والله أعلم.