الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أختك من ترك الحجاب، والتبرج، والاستماع إلى الأغاني، واللباس غير المحتشم وعدم الالتزام بالصلاة، وهي قد وصلت إلى سن البلوغ وليس سن المراهقة كما ذكرت، لأن جمهور أهل العلم على أن سن البلوغ هي خمس عشرة سنة، ولك أن تراجع فيها فتوانا رقم: 18947.
وما ذكرته أيضا من أن أباك وأخاك الأكبر غير ملتزمين بصلاة الجماعة إلا الجمعة، وأن أمك غير متحجبة، وأن في بيتكم تماثيل وصورا لفتيات إعلانات، وهن في لباس غير محتشم، وأن أباك وأمك يضعان نقودهما في بنك ربوي، إلى غير ذلك من المنكرات ...
أقول: إن كل ما ذكرته من حال أسرتك يزيد عبء المسؤولية عليك، ويتضاعف لك به الأجر إن اهتديت إلى أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر. فعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. رواه البخاري.
واعلم أن قولهم: إن كل الناس يفعلون كذا و كذا … ليس فيه تبرير لما يرتكبونه من الآثام، فإن كثرة أصحاب المعاصي لا تدفع ولا تخفف عن أمثالهم العذاب، كما قال سبحانه وتعالى: وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ {الزخرف : 39}.
واعلم كذلك أن ما تتوقعه من تفكير أبيك بأنك متشدد، أو أنه سيقول لك هذا شأني وليس شأنك … لا يبرر لك ترك نصحه ونهيه عما هو فيه من المنكر. لأنه لا ضرر عليك في أن يصفك بالتشدد أو يقول لك: إن هذا شأنه هو وليس شأنك أنت.
فعليك أن تشمر وتسعى في إصلاح أسرتك بأمرهم ونهيهم والدعاء لهم، ونسأل الله أن يعينك ويصلحك ويصلح بك، إنه على ذلك قدير.
والله أعلم.