الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الله تعالى قد يلهم بعض عباده شيئاً من الأمور الغيبية. والإلهام ويسمى تحديثاً واقع في الأمم السابقة ويقع أيضاً في هذه الأمة، وقد اختلف في معناه على أقوال فقيل: هو الإصابة بغير نبوة، وقيل المحدث هو الملهم بالصواب الذي يلقى على فيه. وقيل غير ذلك، والأصل في إثبات الإلهام والتحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب. متفق عليه.
وربما أطلق على هذا النوع من العلم بالمغيبات الكشف، ومدار الأمر على استقامة حال صاحبه وسلامة معتقده، فإن جنس هذا العلم يحصل للبر والفاجر، والمسلم والكافر، والمحدث والكاهن، وكما قال السلف: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء، فلا تغتروا بعمله، حتى يعرض على الكتاب والسنة.
وانطلاقاً مما ذكر، فإنه ينبغي النظر في حال هذا الشاب، فإن كان سليم المعتقد، مستقيم السلوك ورعا، فلا مانع من إتيانه، والانتفاع بعلاجه ورقيته، وإن كان بخلاف ذلك فلا يجوز إتيانه.
والله أعلم.