الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الاستشفاء بالأسماء الحسنى قد سبق أن تكلمنا عليه كما تكلمنا على الاستشفاء بالقرآن في الفتاوى التالية أرقامها: 7251، 34042، 64489.
فهذا النوع من التداوي بالأسماء الحسنى والآيات القرآنية إنما يعتمد على التجربة كما ذكر السيوطي في الإتقان.
وليعلم أن الطريقة المثلى للاستفادة من الأسماء الحسنى وللدواء من الأمراض هي الدعاء بالأسماء، كما قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ، فيدعو الشخص باسم من الأسماء فيقول: يا رحيم ارحمني، ويا شافي اشفني، والأحسن مراعاة المأثور في الدعاء، ففي الصحيحين عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المريض فدعا له قال: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الدعاء بالأسماء الحسنى أنه قال: ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحاً. رواه أحمد وصححه الألباني.
وقال لعثمان بن أبي العاص لما اشتكى وجعاً يجده في جسده: ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثا، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر. رواه مسلم.
وبناء عليه، فإنا ننصح بالتداوي بالمأثور في هذا المجال وعدم الالتزام بما لم يؤثر واعتقاد ثبوته، لئلا يجر ذلك الناس إلى البدع الإضافية، فإن تحديد اسم خاص لمرض خاص أو عضو خاص مما لم يثبت تحديده بالشرع لا شك أن الأولى البعد عن الالتزام به.
والله أعلم.