الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نطلع على هذا الموضوع حتى نحكم بصحته وعدمها، والذي لا شك فيه أن الله تبارك وتعالى أودع هذا القرآن العظيم من المعجزات والعجائب ما يجعل العاقل يقطع يقينا أنه حق وأنه من عند الله تعالى، وهذه الآيات والمعجزات تنكشف في كل زمان ومكان من وقت لآخر، كما قال سبحانه وتعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ {فصلت: 53} وقال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ {النمل: 93}
فآيات الله تعالى مبثوثة في هذا الكون لمن تدبر وتأمل فيه فهو كتاب الله المفتوح الذي يقرؤه الأمي والقارئ، كما قال تعالى: وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {الجاثية:5} وقال تعالى: وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آَيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ {الجاثية:4}
فكل ما نشاهده في هذا الكون آية من آيات الله تعالى شاهدة له بالوحدانية والقدرة كما قال الشاعر:
وفي كل شيء له آية * تدل على أنه الواحد
بل كل ذرة في هذا الكون الكبير تنبض بالتسبيح لله تعالى بلسان حالها ودلالتها على خالقها سبحانه وتعالى أو بلسان مقالها الذي لا نفهمه كما قال سبحانه وتعالى: وإن من شيء إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا {الإسراء: 44}
ولهذا فنحن لا نستعبد أن يكشف الله تعالى عن بعض هذه الآيات بوسائل حديثة في بعض الأزمنة والأمكنة من تسبيح الحيوانات أو النباتات أو الجماد.
والله أعلم.