الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يشترط لصحة الصلاة طهارة البدن والثوب والمكان ورفع الحدثين الأكبر والأصغر ودخول الوقت وستر العورة واستقبال القبلة واستحضار النية عند الإحرام وكذلك الإتيان بالأركان وعدم الإتيان بما يبطلها وهذا تستوي فيه الصلاة في الجماعة والصلاة على انفراد، إلا أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة كما في الحديث الصحيح. وقد سبق بيان حكم الصلاة في الجماعة في الفتوى رقم: 28664، والفتوى رقم: 38639. فإذا أتى المصلي بشروط الصلاة وأركانها وواجباتها وتجنب ما يبطلها فإنها صحيحة ويرجى القبول إن شاء الله عند الله، فإن كان ذلك في الجماعة كان الأجر أعظم وأكثر. والقبول أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، وعلى المصلي أن يجتهد في تحقيق شروط الصحة وفي تحقيق الخشوع وحضور القلب، فإن المصلي إنما يكتب له من صلاته بقدر ما عقل منها.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في المنار المنيف: والقبول أنواع قبول رضا ومحبة واعتداد ومباهاة وثناء على العامل به بين الملإ الأعلى، وقبول جزاء وثواب وإن لم يقع موقع الأول، وقبول إسقاط للعقاب فقط وإن لم يترتب عليه ثواب وجزاء كقبول صلاة من لم يحضر قلبه في شيء منها فإنه ليس من صلاته إلا ما عقل منها، فإنها تسقط الفرض ولا يثاب عليها.وقال في بدائع الفوائد: وهذا بإجماع السلف أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها وحضره بقلبه. انتهى. ولم نطلع على حديث قدسي بخصوص قبول صلاة الجماعة.
والله أعلم.