الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأول ما نوصيك به أيتها الأخت الكريمة هو أن تنأي بنفسك عن التشاؤم بالأيام والشهور، فإن ذلك من الطيرة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم واعتبرها من الشرك.
ومن وجد في نفسه شيئاً من ذلك، فليذهبه بالاعتماد على الله والتوكل عليه، وليقل: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك.
فعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك، الطيرة شرك، ... ثلاثاً وما منا إلا... ولكن الله يذهبه بالتوكل. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
وبالنسبة لما سألت عنه، فإن للذنوب أثراً كبيراً فيما يصيب العبد من نكبات، قال جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30}.
والعبد يحرم الرزق بسبب معاصيه، ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد.
ومع أن الابتلاء يكون عقوبة على ذنب، فإنه أيضاً يأتي لتكفير الخطايا، ويأتي لرفع الدرجات، فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه.
ولك أن تراجعي في ذلك فتوانا رقم: 64831 .
فتوبي إلى الله مما كنت تعتقدينه إذا كان لك اعتقاد في أن للشهر المذكور تأثيراً، وتوبي إلى الله من جميع الذنوب ، واصبري على ما أصابك لتفوزي بأجر الصابرين.
ونسأل الله لك العافية، واعلمي أن الدعاء بصيغة: اللهم لا أسألك رد القضاء. دعاء غير مشروع، وراجعي الجوب رقم: 1044.
والله أعلم.