الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر من السؤال أنك تعمل أجيراً خاصاً عند هذه المؤسسة، والواجب على الأجير الخاص أن يلتزم بالعمل لدى المستأجر خلال المدة التي ينص عليها العقد المبرم بينهما، وذلك دون التفات إلى ما يتم إنجازه من العمل، قال صاحب تنوير الأبصار من الحنفية في تعريف الأجير الخاص: من يعمل لواحد عملاً مؤقتا. اهـ
وقال في غاية المنتهى وهو حنبلي: من قدر نفعه بمدة معينة. اهـ
وبناء على ذلك، فإنه لا يجوز له استغلال وقت عمله في أمر يخصه أو يخص غيره إلا إذا أذن له في ذلك من له حق الإذن من المسؤولين في العمل.
ولذا، فإننا نرى أن الواجب عليك الآن هو التوبة إلى الله تعالى مما حصل مع العزم على عدم العودة إليه في المستقبل، ولا تتم توبتك إلا باستحلال المسؤولين في الشركة مما حصل منك من تقصير، فإن تعذر عليك ذلك خوفاً من لحوق الأذى بك وجب عليك تقدير قيمة الوقت الذي تم استغلاله لمصلحتك، ورد قيمته للمؤسسة، ولا يشترط أن يكون ذلك بعلمهم أو رضاهم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 16398، 11171، 42937.
والله أعلم.