الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الوضوء عند النوم مستحب، وإذا انتقض قبل النوم فلا تلزم إعادته لأنه ليس واجبا أصلا. ومن شاء أن يعيده أعاده، ومن شاء تركه، والأصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن .... إلى آخر الحديث، روه البخاري وغيره . قال النووي: فإن كان متوضئا كفاه ذلك الوضوء لأن المقصود النوم على طهارة مخافة أن يموت في ليلته، وليكون أصدق لرؤياه وأبعد من تلاعب الشيطان به في منامه وترويعه إياه. انتهى. ونقل الحطاب عن عياض قوله في شرح هذا الحديث: وتضمن ثلاث سنن الوضوء للنوم ليموت على طهارة، واختلف عندنا وعند غيرنا هل يستبيح بهذا الوضوء الصلاة والصحيح أنه إن نوى به ليبيت على طهارة استباح الصلاة وغيرها قلت وهذا الوضوء ينقضه الحدث الواقع قبل الاضطجاع لا الواقع بعده. انتهى. وعلى هذا القول فمن توضأ لينام على طهارة واضطجع لينام ثم انتقض وضوؤه بعد الاضطجاع لم ينتقض وضوؤه المطلوب استحبابا للنوم ولكن لا يصلي به. وقال العدوى في حاشيته على الخرشى في الفقه المالكي تعليقا على كلام عياض المتقدم: قوله ولا ينقضه الحدث الواقع بعد الاضطجاع أي بالنسبة للنوم على طهارة لا بالنسبة للصلاة ونحوها ولكن المعتمد أنه ينتقض بالحدث السابق على الاضطجاع واللاحق له. انتهى. بحذف قليل. وننبه إلى أن القيام إلى شرب الماء ليس من نواقض الوضوء، وبالتالي فمن قام عن فراشه ورجع فلا ينتقض وضوؤه.