الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الواجب عليك هو أداء الصلاة في وقتها، ولا يجوز تأخير العشاء حتى يخرج وقتها، وأما النوم قبلها فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كراهته، فقد أخرج البخاري ومسلم وغيرهما، وهذا أحد ألفاظ البخاري عن أبي برزة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول الشمس والعصر ويرجع الرجل إلى أقصى المدينة والشمس حية، ونسيت ما قال في المغرب، وكان لا يبالي بتأخير العشاء إلى ثلث الليل، ولا يحب النوم قبلها والحديث بعدها، ويصلي الصبح فينصرف الرجل فيعرف جليسه، وكان يقرأ في الركعتين أو إحداهما ما بين الستين إلى المائة.
قال الحافظ ابن حجر قال: الترمذي كره أهل العلم النوم قبل العشاء ورخص بعضهم فيه في رمضان خاصة. انتهى. ومن نقلت عنه الرخصة قيدت عنه في أكثر الروايات بما إذا كان له من يوقظه أو عرف من عادته أنه لا يستغرق وقت الاختيار بالنوم، وهذا جيد حيث قلنا إن علة النهي خشية خروج الوقت، وحمل الطحاوي الرخصة على ما قبل دخول وقت العشاء والكراهة على ما بعد دخوله. انتهى
وخلاصة القول أن النوم قبل العشاء مكروه عند أكثر أهل العلم، ولكن لا يأثم به فاعله إلا إذا كان بعد دخول الوقت، وعلم أنه لا يستيقظ في وقت الصلاة لما في ذلك من التفريط كما سبق توضيحه في الفتوى رقم: 10624.
فإن نام واتخذ الأسباب اللازمة لإيقاظه للصلاة في وقتها لم يأثم ولو لم ينتبه إلا بعد خروج الوقت لعدم التفريط.
والله أعلم.