الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مجرد نزول المني لا يفسد الصوم عند الأئمة الثلاثة أبي حنيفة والشافعي والإمام أحمد، كما سبق في الفتوى رقم: 2807 وعند المالكية تفصيل في ذلك ذكرناه في الفتوى المشار إليها، هذا إن كان نزوله محققاً ويلزم منه الغسل، فإن كان في أصل نزوله شك أو تحقق من نزوله وشك فيه هل هو مذي أو مني أو شيء آخر؟ فلا يلزم منه الغسل ولا سيما إن كان ذلك من شخص موسوس، وعلى هذا فلا يلزم الأخت السائلة إلا قضاء اليومين اللذين أفطرتهما بسبب الدورة.
ونقول لها: عليك أن تُعرضي عن مثل هذه الوساوس، ولقد أصبت في قرارك عدم الاستجابة لمثل هذه الأوهام والوساوس فإن الاسترسال معها لا يزيد المسلم إلا وسوسة وشكوكاً، والسبيل الوحيد للتخلص من هذه الوساوس يتمثل في الاستعاذة بالله والالتجاء إليه وقراءة المعوذتين والإعراض عنها، سواء كانت تتعلق بالاعتقاد أو الطهارة أو الصلاة، ولتراجعي الفتوى رقم: 51601.
ثم إن وجود هذه الإفرازات لا يلزم منه أن تكون منياً، فإذا تحققت نزولها فلتنظري، فإن كانت فيها علامات المني المبينة في الفتوى رقم: 27687، وقد خرج بلذة فلا يلزمك إلا الغسل، وإن لم توجد فيها علامات المني فلا يلزم منها غسل، ويجب غسلها وغسل ما أصاب الملابس منها فقط، سيان في هذا ما وجدت عند رجوعك من الجامعة وغيره فلا علاقة له بصحة الصوم، ولا يلزم منه إلا الغسل إن تحققت أنه مني؛ وإلا فلا يجب إلا غسل الخارج المذكور، وطهارة البدن منه كذلك والموضع الذي أصابه من الملابس إذ قد يكون مذياً وقد يكون رطوبة فرج نجسة، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 4036، والفتوى رقم: 2860، ولا يفسد الصيام بنية القضاء لأنها لغو ولا معنى لها ما دام الصوم صحيحاً، وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 4113.
والله أعلم.