الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يأجرك في مصيبتك، وأن يخلف لك خيراً منها، واعلم أن بإمكانك أن تتزوج وتؤجل المهر كله، أو تعجل بعضه وتؤجل بعضه، ولا تتزوج ممن يغالي أولياؤهن في المهور، فإن هناك كثيراً من النساء يتساهل أولياؤهن في أمر تزويجهن، ويقبلون مهوراً قليلة اتباعاً للسنة وطلباً للبركة أو مراعاة للحال.
فتوكل على الله وأحسن الظن به، ولا تقنط من رحمة الله تعالى، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والغازي في سبيل الله. رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
ولقد أرشدنا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ما نفعله عند اشتداد الشهوة والعجز عن مؤونة الزواج، فقال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يجد فعليه بالصوم فإنه له وجاء. رواه البخاري ومسلم.
واسأل الله كثيراً أن يمن عليك بالزوجة الصالحة وأن يعجل لك العفاف، وتحر في دعائك أوقات الإجابة الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر وقت النزول الإلهي، وأثناء السجود، وعند الفطر في اليوم الذي تصوم فيه.
هذا، وننبهك إلى أنك أفضل حالاً من غيرك، فأنت تملك سكناً ولك دخل شهري، في الوقت الذي لا يملك فيه أكثر الشباب شيئاً من ذلك، فاحمد الله على النعم التي أولاك إياها، فقد قال تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ {إبراهيم: 7}.
وقال صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
والله أعلم.