المشاركة في تصميم محطة مياه غير مطابقة للمواصفات

5-10-2005 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
المشكلة باختصار هي أننى أعمل مهندس كهرباء في إحدى شركات معالجة المياه الكبرى وطلب منى الاشتراك في تصميم محطة مياه تقوم بتغذية مليون نسمة في إحدى البلدان الأفريقية الفقيرة ولكن يوجد العديد من الأفراد الذين يريدون تحقيق أعلى ربح دون النظر عن كون المحطة سوف تعمل أم لا وهذا يؤلمنى كثيرا لأن التعديل على ما أقوم به عمل قد يؤدي بشكل أو بآخر بفشل المحطة ومن ثم يحرم المليون نسمة من الماء ويشهد الله بأننى حاولت كثيرا وناقشت العديد من المدراء، ولكن حتى هذه اللحظة لا مجيب وكانت الطامة الكبرى بحصول أحد المقاولين على موافقة بشراء معدات من الناحية الحسابية غير مطابقة للمواصفات وبناء عليه سوف لا تعمل المحطة وحتى إذا اشتغلت المحطة فسوف تكون بكفاءة قليلة! والآن أستحلفكم بالله بأن يكون الرد سريعا جدا لأنه لا وقت لدي والسؤال هو: هل أستقيل أم أستمر في العمل معهم و لا إثم عليّ طالما قد بينت لهم مخاطر ما يتخذونه من قرارات؟ملحوظة: في حالة استقالتى لن يضرني شيء سوى فقد الوظيفة فقط والله المستعان، أما في حالة الاستمرار وحدث ما لم تحمد عقباه فقد أكون كبش فداء لأن قانون المدراء لا يخطئون مازال هو السائد في معظم دول العالم؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت تعلم قبل البدء في تصميم هذه المحطة أو في أثنائه أن تصميم هذه المحطة سوف يستخدم من قبل بعض المسؤولين في التلاعب بالأموال المخصصة لهذه المحطة، فلا يجوز لك أن تشترك في تصميمها أو أن تمضي في ذلك، ولو أدى ذلك إلى تركك العمل لما في ذلك من المعاونة لهم على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}.

أما إذا كنت لم تعلم بذلك حتى اشتركت في التصميم وانتهيت مما هو مطلوب منك، فلا حرج عليك في الاستمرار في العمل في هذه الشركة، ما دمت قد بذلت ما في وسعك وبينت للمسؤولين -القادرين على منع الفساد- المخاطر المترتبة على تعديل التصميم أو شراء آلات غير مطابقة للمواصفات، لأنك بذلك تكون قد قمت بواجب النصيحة، ولكن يشترط في هذه الحالة ألا تكون منك إعانة للمتلاعبين بهذه الأموال، وإذا كنت تخشى ضرراً كبيراً في حالة عدم الاستقالة، فإننا ننصحك بأن تستقيل ونسأل الله أن يعوضك خيراً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وراجع الفتوى رقم: 52785.

والله أعلم.

www.islamweb.net