الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعمرة من الطاعات التي يعظم ثوابها عند الله تعالى خصوصاً في رمضان حيث ثبت الترغيب في أدائها ومتابعتها مع الحج لأن ذلك سبب لمغفرة الذنوب والتخلص من الفقر، وللتعرف على فوائدها إضافة إلى فوائد الحج راجع الفتوى رقم: 31892.
والعمرة واجبة في العمر مرة واحدة على الصحيح من أقوال أهل العلم، وقد سبق بيان مذاهب أهل العلم في الفتوى رقم: 28369.
وتجب العمرة على من توفرت فيه شروط وجوب الحج، قال ابن قدامة في المغني: وتجب العمرة على من يجب عليه الحج في إحدى الروايتين. انتهى, وشروط الحج أقسام تقدم تفصيلها في الفتوى رقم: 6081.
فينبغي للمسلم الحرص على المتابعة بين الحج والعمرة حتى يفوز بالثواب الجزيل المترتب على أدائهما مع بذل الجهد في الاتصاف بالإخلاص لله تعالى في جميع الطاعات، ولا يؤثر على صحة الحج أو العمرة أو يزهد في أدائهما كون من أداهما يرتكب بعض المعاصي التي ذكرت بل إن أداءهما قد يكون سبباً لهداية الله تعالى له إلى طريق الاستقامة على طريق الحق والبعد عن ما يمارسه من مخالفات ومعاص.
وعلى المسلم أن لا ينوي بسفره إلى العمرة مباهاة ولا رياء حتى يقال إنه قد أدى العمرة، بل يؤدي تلك العبادة بإتقان مع استشعار أهميتها وفضلها وأدائها بإخلاص لله تعالى، وأما قصد السياحة فإنه لا يضر ولكن الأجر بقدر النية كما تقرر في نصوص الشريعة.
وينبغي نصح وتوجيه من يقدم على مثل ما ذكرت مع ضرورة تنبيهه إلى خطورة الإصرار على تلك المعاصي وغيرها من المخالفات الشرعية، وللفائدة راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 58709، 2711، 36549، 21266.
والله أعلم.