الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن طلب العلوم الشرعية من أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى، فقد رغب الإسلام في طلب العلم عموماً، وأفضل العلوم وأعظمها أجراً علوم الكتاب والسنة وما تفرع عنهما، فقد قال الله تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ {المجادلة:11}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين. رواه البخاري ومسلم.
ومع ذلك فإن العلوم الدنيوية النافعة التي فيها خدمة للأمة وإعانة لها على أمور دينها ودنياها، كالطب والهندسة وغيرهما من العلوم التي لا تتعارض مع الشرع، تعتبر -أيضاً- علوماً فاضلة، يُؤجَر المرء إذا تعلمها بنية خدمة الإسلام.
وعليه.. فبما أنه بقي لتخرجك ثلاثة أشهر فقط، وأن والديك قد حزنا حزنا شديداً بسبب ما أردته، وأنهما يريان أن تكمل الفترة القصيرة المتبقية لك من الدراسة، ثم تلتحق بعد ذلك بالجامعة الإسلامية، فإنا نرى أن طاعتهما في هذا هي الصواب، لما تشتمل عليه من الجمع بين المصلحتين، ولأن: رضى الله في رضى الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين. كما أخرجه الترمذي، وصححه ابن حبان والحاكم.
والله أعلم.