المدائح النبوية يحمد منها ما وافق الحق ويذم ما خالفه

7-2-2001 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم المدائح النبوية في الشريعة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:‏

فإن المدائح النبوية من الأشعار والقصائد التي قيلت وتقال في رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏مشروعة، بل إن الإنسان ليؤجر عليها إن أحسن القصد في ذلك.

وقد كان الشعراء من ‏الصحابة يمدحون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدافعون عنه، ويهجون المشركين، وهو ‏يسمع، بل قال لحسان بن ثابت كما في الصحيحين: يا حسان أجب عن رسول الله، اللهم ‏أيده بروح القدس.‏

لكن بشرط أن لا تحتوي هذه المدائح على باطل: من غلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاوز الحد المشروع، ‏ومن استغاثة به، أو من ترديد ألفاظ العشق ونحوها، مما لا يليق نسبته إلى رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم، فإذا احتوت على مثل ذلك، فإنها تصبح غير مشروعة، بل قد تؤدي بصاحبها إلى ‏الفسق والبدعة، أو الكفر بحسب الحال والمقال، فما اشتمل من الشعر على الحق فهو حق، وما ‏اشتمل على باطل فهو باطل.‏

وأما اجتماع الناس لسماع تلك المدائح بالصورة التي تعرف بالمولد، فإن هذا بدعة ضلالة، لأن ‏الأصل في العبادات التوقيف، وهذا لم يفعله السلف الصالح من الصحابة والتابعين، رغم قيام ‏المقتضي له، وعدم المانع، ولو كان خيراً محضاً، أو راجحاً لسبقونا إليه، فهم أشد محبة ‏وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم من غيرهم، وهم أكثر الناس حرصاً على الخير.‏

ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن نبتدع ‏في دينه بزيادة، أو نقص، أو تبديل، أو تغيير لأجل تعظيمه به وإن كان بحسن قصد، فإن ذلك ‏لا يبرر صحة العمل. ويراجع حكم المولد في الفتوى: 6064.

وكمال محبته صلى الله عليه وسلم وتعظيمه في متابعته وطاعته واتباع أمره، وإحياء سنته ‏ظاهراً وباطناً، ونشر رسالته التي جاء بها، والدعوة إليها، فإن هذه طريقة السابقين الأولين ‏من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.

والله أعلم.‏

www.islamweb.net