الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى المسلم أن يستسلم لحكم الله تعالى وينقاد له، فحكمه سبحانه وتعالى عادل وحكمته بالغة لا يسأل عما يفعل، ولا يجوز الاعتراض على قضائه وقدره سبحانه وتعالى في جميع ما حكم به.
كما أن عليه أن يبتعد عن اغتياب الآخرين والإساءة إليهم، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ {الحجرات:11}، وقال الله تعالى: وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ {الحجرات:12}.
وعليه فقول المرء (كثافة في الإنتاج وسوء في التوزيع لرجل كثيف الشعر وله صلع في رأسه) إن كان يقولها على سبيل الاستهزاء والاعتراض على خلق الله، فإنه قد خرج من الملة، وإن لم يكن له ذلك القصد، وإنما يعيب بها من يخاطبه، فذاك من الغيبة التي ورد النهي عنها في الآيات السابقة وفي نصوص كثيرة أخرى، إضافة إلى أنه يوحي بأن صاحبه لا يراقب الله فيما يقول.
والله أعلم.