التوفيق بين قوله تعالى ( فبما أغويتني ) وقول آدم ( أفتلومني على أمر قدر قدره الله علي ...)

18-2-2001 | إسلام ويب

السؤال:
ما وجه المفارقة بين قوله تعالى على لسان إبليس " فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم " وقول آدم عليه السلام في محاجة موسى إيّاه (أتلومني بأمر قد كتبه الله علي) أو كما قال صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:‏

فإن اعتقاد أهل السنة في قوله تعالى قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {الأعراف: 16}، هو: أن الله -تعالى- أضل إبليس، وخلق ‏فيه الكفر، ولذلك نسب الإغواء في هذا إلى الله، وهو الحقيقة فلا شيء في الوجود إلا وهو ‏مخلوق له سبحانه، صادر عن إرادته تعالى، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء، قال سبحانه ‏على لسان نوح: وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {هود: 34}، فغواية إبليس أرادها الله قدراً، ولم يردها ‏شرعاً.

وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم، في حديث محاجة موسى وآدم أن آدم قال: ‏أفتلومني على أمر قد قدره الله علىَِّ قبل أن أخلق بأربعين سنة، قال فحج آدم موسى. ‏فإن آدم لم يحتج بالقدر على الذنب، وإنما احتج بالقدر على المصيبة، وهذا هو اعتقاد أهل ‏السنة، أن القدر يحتج به في المصائب، ولا يحتج به في الذنوب والمعايب. وانظر الفتوى: 5617

والله أعلم. ‏

www.islamweb.net